للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو بكر بن العربيّ المالكي فيه ثلاثة مذاهب: أحدُها يعيده. والثاني لا يعيده. والثالث إن كان بلفظ الاستئذان المتقدم لم يعدْه، وإن كان بغيره أعاده؛ قال: والأصحُّ أنه لا يعيدُه بحال، وهذا الذي صحَّحه هو الذي تقتضيه السنّة، والله أعلم.

[فصل]: وينبغي إذا استأذن على إنسان بالسلام أو بدقّ الباب فقيل له: مَنْ أنتَ؟ أن يقول: فلانُ بن فلان، أو فلانٌ الفلاني، أو فلانٌ المعروف بكذا، أو ما أشبه ذلك، بحيث يحصل التعريف التامّ به، ويُكره أن يقتصر على قوله أنا، أو الخادم، أو بعض الغلمان، أو بعض المحبّين، وما أشبه ذلك.

[٥/ ٦٤٤] روينا في صحيحي البخاري ومسلم في حديث الإِسراء المشهور،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ صَعِدَ بي جِبْرِيلُ إلى السَّماءِ الدُّنْيا فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، ثُمَّ صَعِدَ بي إلى السَّماءِ الثَّانِيَةِ والثَّالِثَةِ وَسائِرِهنَّ، وَيُقالُ في بابِ كُلِّ سمَاءٍ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: جبْرِيلُ".

[٦/ ٦٤٥] وروينا في صحيحيهما،

حديثَ أبي موسى لما جلسَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بئر البستان؛ جاء أبو بكر فاستأذن، فقال: مَنْ؟ قال: أبو بكر، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: مَن؟ قال: عمر، ثم عثمان كذلك.


[٦٤٤] البخاري (٢٨٨٧)، ومسلم (١٦٢).
[٦٤٥] البخاري (٣٦٧٤)، ومسلم (٢٤٠٣) (٢٩). والبئر هي بئر أَرِيْس بقباء، وكان أبو موسى حافظ الباب في ذلك الوقت، كما في الصحيح، فلما جاء كلٌّ من الثلاثة استأذن لهم فأذن لهم، والشاهد من الاستدلال أن كلًا منهم لما استأذن فقيل له: مَن هذا؟ ذكر اسمَه الصريح. الفتوحات ٥/ ٣٧٥.

<<  <   >  >>