للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوْ لِيَصْمُتْ". قلت: فهذا الحديث المتفق على صحته نصّ صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكّ في ظهور المصلحة فلا يتكلم. وقد قال الإِمام الشافعي رحمه الله: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر.

[٢/ ٨٧٥] وروينا في صحيحيهما

عن أبي موسى الأشعري قال: قلتُ يا رسولُ الله، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ".

[٣/ ٨٧٦] وروينا في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد رضي الله عنه،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ".

[٤/ ٨٧٧] وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة،

أنه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ العَبْدَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيها يَزِلُّ بِهَا إِلَى النَّارِ أبْعَد مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ" وفي رواية البخاري: "أبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ المَشْرِقِ" من غير ذكر المغرب، ومعنى يتبين: يتفكر في أنها خير أم لا.

[٥/ ٨٧٨] وروينا في صحيح البخاري، عن أبي هريرة،

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعالى ما يُلْقِي لَهَا بالًا يَرْفَعُ


[٨٧٥] البخاري (١١)، ومسلم (٤٢).
[٨٧٦] البخاري (٦٤٧٤)، والترمذي (٢٤١٠)، و"ما بين لحييه": اللسان. و"ما بين رجليه": الفَرْج.
[٨٧٧] البخاري (٦٤٧٧)، ومسلم (٢٩٨٨)، والموطأ ٢/ ٩٨٥، والترمذي (٢٣١٥).
[٨٧٨] البخاري (٦٤٧٨)، ويفيد الحديث مع الحديث السابق: الوعد برفع الدرجات في الجنة على التكلّم بالخير، والوعيد بالهوي في النار على التكلّم بالشرّ.

<<  <   >  >>