للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على خَمْسٍ" (١) منها صوم رمضان، وأشباهُ هذا كثيرةٌ معروفة.

[فصل]: ومن ذلك ما نُقل عن بعض المتقدمين أنه يُكره أن يقولَ: سورة البقرة، وسورة الدخان، والعنكبوت، والروم، والأحزاب، وشبه ذلك؛ قالوا: وإنما يُقال السورة التي يُذكر فيها البقرة، والسورة التي يُذكر فيها النساء وشبه ذلك. قلتُ: وهذا خطأ مخالف للسنّة، فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك فيما لا يُحصى من المواضع كقوله صلى الله عليه وسلم: "الآيَتانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَنْ قَرأهُما في لَيْلَةٍ كَفَتَاه" (٢) وهذا الحديث في الصحيحين وأشباهُه كثيرة لا تنحصر.

[فصل]: ومن ذلك ما جاء عن مُطرف رحمه الله أنه كره أن يقول: إن الله تعالى يقول في كتابه؛ قال: وإنما يُقال: إن الله تعالى قال: كأنه كره ذلك لكونه لفظًا مضارعًا، ومقتضاهُ الحالُ أو الاستقبالُ، وقول الله تعالى هو كلامُه، وهو قديم. قلتُ: وهذا ليس بمقبول، وقد ثبتَ في الأحاديث الصحيحة استعمالُ ذلك من جهات كثيرة، وقد نبَّهتُ على ذلك في شرح صحيح مسلم، وفي كتاب آداب القرّاء، قال الله تعالى: {والله يقول الحقّ} [الأحزاب:٤].

وفي صحيح مسلم (٣)، عن أبي ذرّ قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمْثالِهَا} [الأنعام:١٦٠]. وفي


(١) البخاري (١٩١٤)، ومسلم (١١٧٤)، ولفظه "لا يتقَدَّمَنَّ أحدُكم رمضان بصومِ يومٍ أو يومين"
(٢) البخاري (٥٠٤٠)، ومسلم (٨٠٧)، ومعنى "كفتاه": دفعتا عنه الشرَّ والمكروه
(٣) مسلم (٢٦٨٧). ولفظه "مَن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد" وفي رواية "أو أزيد" ومعناه: أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بدّ منها بفضل الله ورحمته ووعده الذي لا يُخلف. والزيادة بعدُ بكثرة التضعيف إلى سبعمئة ضعف وإلى أضعاف كثيرة، يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى

<<  <   >  >>