للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: ١١٠] وقال تعالى: {وأنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمّ تُوبُوا إِلَيْهِ ..}

الآية [هود:٣]، وقال تعالى إخبارًا عن نوح صلى الله عليه وسلم: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كانَ غَفَّارًا} [نوح: ١٠] وقال تعالى حكاية عن هود صلى الله عليه وسلم: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ ..} الآية [هود:٥٢]، والآيات في الاستغفار كثيرة معروفة، ويحصل التنبيه ببعض ما ذكراه.

وأما الأحاديث الواردة في الاستغفار فلا يمكن استقصاؤها، لكني أُشير إلى أطراف من ذلك.

[١/ ١٠٤٩] روينا في صحيح مسلم، عن الأغرّ المزنيّ الصحابيّ رضي الله تعالى عنه:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّهُ لَيُغانُ على قَلْبِي، وإني لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ في اليَوْمِ مِئَة مَرَّةٍ".

[٢/ ١٠٥٠] وروينا في صحيح البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إنّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأتُوبُ إلَيهِ فِي اليَوْمِ أكثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّة".

[٣/ ١٠٥١] وروينا في صحيح البخاري أيضًا، عن شداد بن أوس رضي الله عنه،

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "سَيِّدُ الاسْتغْفارِ أنْ يقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي لا إِلهَ إِلَاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما


[١٠٤٩] مسلم (٢٧٠٢)، وأبو داود (١٥١٥). ومعنى "ليغان" من الغين، وهو الغيم، قال ابن الأثير: أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر؛ لأن قلبه صلى الله عليه وسلم كان مشغولًا بالله تعالى، فإن عرض له وقتًا ما عارضٌ بشري يُشغله من أمور الأمة والملّة ومصالحهما، عدَّ ذلك ذنبًا وتقصيرًا فيفرغ إلى الاستغفار.
[١٠٥٠] البخاري (٦٣٠٧)، والترمذي (٣٢٥٥).
[١٠٥١] البخاري (٦٣٠٦)، والترمذي (٣٣٩٠)، والنسائي ٨/ ٢٧٩.

<<  <   >  >>