قال الشيخ نصر المقدسي: ويقول مع هذه الأذكار: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، ويضمّ إليه: وسلم. قال أصحابنا: ويقول هذه الأذكار مستقبل القبلة، ويكون عقيب الفراغ.
[فصل]: وأما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجىء فيه شيء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد قال الفقهاء: يُستحبّ فيه دعوات جاءتْ عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها، فالمتحصّل مما قالوه أنه يقول بعد التسمية: الحمد للَّهِ الذي جعل الماء طهورًا، ويقول عند المضمضة: اللهم اسقِني من حوْضِ نبيِّك كأسًا لا أظمأ بعده أبدًا، ويقول عند الاستنشاق: اللهمّ لا تحرِمني رائحة نعيمِك وجناتِك، ويقول عند غسل الوجه: اللهمّ بيِّض وجهي يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوه، ويقول عند غسل اليدين: اللهمّ أعطِني كتابي بيميني، اللهمّ لا تعطِني كتابي بشمالي، ويقول عند مسح الرأس: اللهمّ حرّم شعري وبشرِي على النار، وأظلّني تحت عرشِك يوم لا ظلّ إلا ظلُّك، ويقول عند مسح الأُذنين: اللهمّ اجعلني من الذين يستمعونَ القول فيتَّبعون أحسنه، ويقول عند غسل الرجلين: اللهمّ ثبِّت قدميَّ على الصرا. والله أعلم.
[٦/ ٦٦] وقد روى النسائي وصاحبه ابن السني في كتابيهما "عمل اليوم
[٦٦] النسائي في اليوم والليلة (٨٠)، وابن السني (٢٨)، وقال الحافظ ابن حجر: وأخرجه الطبراني في الكبير، وفيه "فتوضأ، ثم صلى، ثم قام وقال: اللهم .. الخ" وهذا يدفع ترجمة ابن السني لتصريحه بأنه قال بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة .. وقال: وفي حكم الشيخ ـ أي النووي ـ على الإِسناد بالصحة نظر .. لأن أبا مِجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن الحصين، فيما قاله علي بن المديني، وقد تأخرا عن أبي موسى، ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عُهد منه الإِرسال عمّن لم يلقه، ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح إلا عباد بن عباد. الفتوحات الربانية ٢/ ٣٣.