للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلايَنْفَعُ ذَا الجَدّ مِنْكَ الجَدُّ".

[٤/ ١١٦] وروينا في صحيح مسلم أيضًا، من رواية ابن عباس:

"رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلْءَ السَّمَواتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَما بَيْنَهُما، وَمِلْءَ ما شَئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".

[٥/ ١١٧] وروينا في صحيح البخاري، عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال:

كنا يومًا نصلي وراء النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فقال رجل وراءه: "رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فِيهِ، فلما انصرف قال: "مَن المُتَكَلِّمُ؟ " قال: أنا، قال: "رأيتُ بِضْعَةً وثَلاثِينَ يَبْتَدِرُونَها أيُّهُمْ يَكْتُبُها أوَّلُ".

[فصل]: اعلم أنه يُستحبّ أن يجمع بين هذه الأذكار كلها على ما قدّمناه في أذكار الركوع، فإن اقتصر على بعضها فليقتصرْ على "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ملء السموات ومَلْء الأرض وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد" فإن بالغَ في الاقتصار اقتصر على "سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد" فلا أقلّ من ذلك.

واعلم أن هذه الأذكار كلها مستحبة للإِمام والمأموم والمنفرد، إلا أن الإِمام لا يأتي بجميعها إلا أن يعلم من حال المأمومين أنهم يُؤثرون التطويل. واعلم أن هذا الذكر سنّة ليس بواجب، فلو تركه كُرِهَ له كراهةَ تنزيه ولا يسجدُ للسهو، ويُكره قراءةُ القرآن في هذا الاعتدال كما يُكره في الركوع والسجود، والله أعلم.


[١١٦] مسلم (٤٧٨)، والنسائي ٢/ ١٩٨.
[١١٧] البخاري (٧٩٩)، والموطأ ١/ ٢١٢، وأبو داود (٧٧٠) و (٧٧٣)، والترمذي (٤٠٤)، والنسائي ٢/ ١٩٦.

<<  <   >  >>