للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التفسير، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير، وعمرت به زمني، واستفرغت فيه منني (١)، إذ كتاب الله تعالى لا يتفسر إلا بتصريف جميع العلوم فيه، وجعلته ثمرة وجودي، ونخبة مجهودي، فليستصوب للمرء اجتهاده، وليعذر في تقصيره وخطئه وحسبنا الله ونعم الوكيل» (٢).

وقد آثرت أن أنقله بتمامه، لتعرف مدى الجهد الذي ينبغي أن يبذله طالب علم التفسير، للوصول للمعاني من الآيات.

فخلاصة الأمر: أن التفسير علم عظيم، خطير، جليل، وهو من أعوص علوم الشريعة، لا كما يُظَن، ومتعلقه كلام الله تعالى، وهو شرح له وبيان عن معانيه وأحكامه، قدر الطاقة البشرية.

ومن ثم فإن مسؤوليته عظيمة، والكلام فيه بغير علم كاف وتحقيق تام = من الافتراء على الله، والقول عليه بغير علم، ولذا كان كثير من السلف، أصحاب الفهوم الصحيحة، والألسن الفصيحة، يتورعون عن الكلام فيه بحرف، ويقولون الله أعلم بما قال، وما عندهم من العلم في القرآن أعظم مما عند أكبر كابر في الخلف، والآثار عن شيخي الإسلام ووالدي المسلمين أبي بكر وعمر في الكلام في القرآن بالرأي محفوظة مشهورة.

وكثير من الناس يظن أن التفسير مجرد (تأليف)، ولربما سماه تأملًا، أو خواطر، وغير ذلك، ولا يغني هذا عن التبعة المذكورة (٣).


(١) أي: قوتي.
(٢) المحرر الوجيز: (١/ ٣٣ - ٣٥)، وانظر: مقدمة الزمخشري لكتابه الكشاف.
(٣) من كلام للشيخ عمرو بسيوني.

<<  <   >  >>