للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس: «التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله» (١).

٣ - أنَّ التدبر لا يحتاج إلى شروط إلا فهم المعنى العام مع حسن القصد وصدق الطلب، ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧]، أما التفسير فله شروط ذكرها العلماء، لأنه من القول على الله، ولذا تورع عنه بعض السلف (٢).

* ومما ينبغي أن يُعلم أن الناس على درجات متفاوتة في التدبر بحسب آلاتهم وإمكاناتهم، فليس تدبر العالم المتبحر في الشريعة كتدبر العامي، ولكل درجات، والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.

على أنَّ كثيرًا من الناس قد يتجرأ على كتاب الله تعالى فيفسره بمعهود قومه، أو بما يهجم على خاطره من المعاني، وقد يسمي ذلك خواطر أو تأملات أو تدبر أو غير ذلك، وهذا من الخطأ ومجانبة للصواب.

ولست أريد هنا بيان كيفية التدبر، والمعين عليه، وموانع ذلك، .. إلى غير ذلك، فقد أُفردَت مصنفات في بيان ذلك (٣)، ولكني أريد أن أبين أن الله


(١) جامع البيان: (١/ ٧٠).
(٢) مفهوم التدبر في ضوء القرآن والسنة وأقوال السلف وأحوالهم، د. محمد الربيعة.
(٣) ومنها:
١ - تدبر القرآن، للأستاذ سلمان السنيدي.
٢ - قواعد التدبر، للشيخ العلامة عبد الرحمن حبنكة الميداني.
٣ - المراحل الثمان، د. عصام العويد.
٤ - مجموع أوراق العمل بالملتقى العلمي الأول للتدبر، والملتقى الثاني.
٥ - تعليم تدبر القرآن الكريم: للدكتور هاشم بن علي الأهدل.
٦ - الخلاصة في تدبر القرآن، للشيخ د. خالد السبت.
٧ - تدبر القرآن الكريم، للشيخ د. عبد اللطيف التويجري.
وغيرها كثير، ويمكن متابعة إصدارات مركز تدبر ففيها خير كبير.

<<  <   >  >>