للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى حين شرع التدبر للناس لم يشرع لهم أن يتجرؤوا على كتابه، بل هذا أمر لهم بتحصيل الآلة المعينة على تدبر القرآن (١).

ولذلك فسأطرح هنا خطوات عملية لمريد التدبر أن يسلكها لينجو إن شاء الله تعالى من الوقوع في المحذور:

أولًا: على مريد التدبر أن يتعرف على المعنى الإجمالي للآيات - على الأقل - ليضبط تدبره (٢)، «إنَّ التدبر هو مرحلة ما بعد التفسير .. ! أي ما بعد الفهم للآية.

لكن الفهم المطلوب لتحصيل التدبر إنما هو الفهم الكلي العام، أو بعبارة أخرى: الفهم البسيط.

ولا يشترط في ذلك تحقيق أقوال المفسرين والغوص في دقائق كتب التفسير! وإلا صار القرآن موجهًا إلى طائفة محصورة فقط! ومن ثم يمكن لأي شخص أن يتدبر القرآن بعد التحقق من المعنى المشهور للآية، يقرؤها من أي تفسير أو يسمعها» (٣).


(١) ومما ينبغي التنبه له: أنَّه يكثر - في شهر رمضان خاصًّة - تجرؤ كثير من الناس على كتاب الله بالتفسير والبيان، تحت مسميات مختلفة: (تدبر، وخواطر، ولطائف)، وكثير من الدُّعاة يهجم على الآيات، بل قد يفسرها بمعهود قومه، وكل هذا من القول على الله بلا علم!
(٢) ككتاب التفسير الميسر، والمختصر في التفسير.
(٣) هذه رسالات القرآن، للأنصاري: (٦١).

<<  <   >  >>