للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: كلما ازدادت معرفتك بالآية، وسبب نزولها، وفضلها - إن وجد - فإن تدبرك سيكون أعمق، فلا تقتصر على الكتب التي تحمل المعنى الإجمالي، بل عليك بما هو أوسع من ذلك (١).

ثالثًا: من أعظم طرق التدبر (تثوير القرآن) (٢)، ومراجعة حل ما ثورته على نفسك من كتب التفسير، أو أحد من أهل العلم بكتاب الله تعالى.

رابعًا: لا تبادر بنشر ما توصلت إليه إلا بعد مراجعة ونظر وتدارس، ولا تستنكف من قبول الحق إن بان فيما توصلت إليه خطأ نبهك غيرك على وجه الصواب فيه.

* أما التأثر فهو ضرب من ضروب التدبر، وهو ما يسميه بعض العلماء (التدبر الوجداني) (٣)، وهذا التأثر يختلف عن التدبر بالمعنى المتقدم بأنه قد لا يحتاج إلى تأمل عقلي أو إلى معرفة بالدلالات العميقة للآيات.

ولا بد من التنبيه على أن بعض المشركين، وبعض الأعاجم يقع عنده من التأثر بالقرآن مع عدم معرفة المعنى، إذ للقرآن سطوة على النفوس!

وإنما نبهت على ذلك لأنه قد يخلطُ بعضُ النَّاسِ بين التَّدبُّرِ والتَّأثُّرِ من سماع القرآن، فيجعلونَ القشعريرةَ التي تصيب الإنسان والخشوعَ الذي يلحقُه بسبب تأثيرِ القرآنِ عليه هو التَّدبُّرُ، وليسَ الأمرُ كذلك.

فالتَّدبُّرُ عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذِّهنِ، والتَّأثُّرُ انفعالٌ في الجوارحِ والقلبِ، وقد يكونُ بسبب التَّدبُّرِ، وقد يكونُ بسببِ روعةِ القرآنِ ونظمه، وقد يكونُ بسبب


(١) كمختصرات ابن كثير، والمعين لمجد مكي.
(٢) انظر حول هذا المعنى مقال: (تثوير القرآن).
(٣) رسالات القرآن، فريد الأنصاري: (٨١).

<<  <   >  >>