للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعضهم: رأيت في النَّوم كأني في مجلس أبي جعفر والناس يقرؤون عليه كتاب التفسير، فسمعت هاتفًا بين السماء والأرض يقول: من أراد أن يسمع القرآن كما أنزل فليسمع هذا الكتاب» (١).

وأما ثاني الأئمة فهو المحقق الفقيه القاضي الإمام أبو محمد ابن عطية، وكتابه المحرر الوجيز، الذي قال في مقدمته، وهي كالشهد حلاوة فارجع إليها: «وأنا وإن كنت من المقصرين فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيًرا من علم التفسير، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير، وعمرت به زمني، واستفرغت فيه منني، إذ كتاب الله تعالى لا يتفسر إلا بتصريف جميع العلوم فيه، وجعلته ثمرة وجودي، ونخبة مجهودي، فليستصوب للمرء اجتهاده، وليعذر في تقصيره وخطئه وحسبنا الله ونعم الوكيل» (٢)، وكم أتمنى أن تقف على تلك المقدمة، لتشاهد مطالع الأنوار، وما احتوت عليه من أسرار.

فابدأ بكتاب الإمام ابن عطية، فافهمه، وقلِّبه، واجعله سميرك، فهو كتاب مؤسِّس لا يستغني عنه طالب هذا العلم الجليل، وهذا الكتاب يحتاج إلى نظر دقيق، وتأمل أنيق.

وعليك في أثناء قراءتك، بالاعتناء بالتالي:

١ - معرفة أقوال السلف، مع ضبط ما حدث بعدهم من الأقوال الصحيحة المحتملة.

٢ - القواعد العلمية التي يستخدمها العلماء من أهل التحقيق.

٣ - طريقة الوصول للمعنى.


(١) معجم الأدباء: (٦/ ٢٤٥٣).
(٢) المحرر الوجيز: (١/ ٣٥).

<<  <   >  >>