للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنَّهما فرقَان من طير صواف، تحاجَّان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإنَّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة» (١).

فالعجب ممن يعلم هذه الفضائل، ثم هو يبحث عن الشفاء في غير الكتاب، يا هذا! هذا كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، فأقبل على كتاب ربك، أقبل عليه قبل أن تتحسر!

وعن جبير بن نفير، قال: سمعت النواس بن سمعان الكلابي، يقول: سمعت النبي ، يقول: «يؤتَى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شَرْق (٢)، أو كأنهما حِزْقان من طير صواف، تحاجَّان عن صاحبهما» (٣).

فالقرآن يشفع لأصحابه وخاصته، المؤمنين به والملازمين لتلاوته، والعاملين بتعاليمه.

ومن ذلك شحذه للهمم بمعاهدة القرآن واغتباط صاحبه، فعن عبد الله بن عمر ، قال: سمعت رسول الله يقول: «لا حسدَ إلا على اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب، وقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالًا، فهو يتصدق به آناء الليل والنهار» (٤).


(١) البَطَلَة: السحرة، والحديث رواه مسلم: (٨٠٤).
(٢) شرق: هو بفتح الراء وإسكانها، أي ضياء ونور، والأشهر في الرواية واللغة الإسكان.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي: (٦/ ٧٩).
(٣) رواه مسلم: (٨٠٥).
(٤) رواه البخاري: (٥٠٢٥)، ومسلم: (٨١٥).

<<  <   >  >>