للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى إذا نقَّيتَ المحل وطهَّرتَه؛ كان الاهتداء بالقرآن بزيادة نور القلب، فيحصل التلذذ التام بحصول النور التام، ويحصل الاهتداء التام بعد زوال أثر المعصية زوالا تامًّا!

ولا بد أن يعقبه غيابك عن شهود ألم الوقوف، وتعداد الدقائق، في الصلاة وفي التلاوة!!

فالاهتداء بالقرآن ليس هو حصول النور فقط، بل تبديد الظلام أيضًا، وهي هداية أسبق وأهم، وأطول وأجهد.

ولأجل ما فيها من عسرة؛ فإن كثيرًا من النَّاس لا يصبر عليها، ربما لأجل السأم، أو الانصياع لداعي الهوى، أو الشهوة، أو غير ذلك.

لكن أكثر النَّاس لا يعي أنَّه بحاجة إلى مجاهدة طويلة وصبر حتى يزيل أثر الغفلة والذنب من قلبه، ثم يستمتع بالقرآن والصلاة!

والفقيه حقًّا من يعي ذلك، ثم يجاهد نفسه لإصلاح المحل، وتنقيته، مهما طال به الزمان.

• قال الإمام الكبير محمد بن المنكدر: «كابدتُّ نفسي أربعين سنة، حتى استقامت»! (١)

• وقال الرباني ثابت البناني: «كابدتُّ الصلاة عشرين سنة، وتنعمت بها عشرين سنة»! (٢)

ونحو ذلك عن الفقهاء حقًّا كثير.


(١) حلية الأولياء: (٣/ ١٤٧).
(٢) حلية الأولياء: (٢/ ٣٢٠).

<<  <   >  >>