ورواه الإمام أحمد، والطبراني، وابن وضاح من حديث عبد الله بن عمر ﵄.
فهذا حديث متواتر عن اثني عشر من أصحاب رسول الله ﷺ﵃ أجمعين، وقد تقدم سياق هذه الأحاديث في أول الكتاب، وتقدم قريبا أن طوبى اسم الجنة، أو اسم شجرة فيها.
وقال النووي رحمه الله تعالى: اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى: ﴿طُوبَى لَهُمْ﴾ [الرعد: ٢٩]، فروي عن ابن عباس ﵄ أن معناه: فرح وقرة عين، وقال عكرمة: نِعْمَ ما لهم، وقال الضحاك: غبطة لهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وعن قتادة أيضا معناه: أصابوا خيرا، وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة، وقال ابن عجلان: دوام الخير، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة، وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث. انتهى.
قلت: والمعنى فيها متقارب، وكلها حاصلة لمن أدخله الجنة، ويدل للأخير ما تقدم قريبا من حديث أبي سعيد، وابن عمر، وابن عباس، وقرة بن إياس المزني ﵃.
ومن ذلك ما تقدم من حديث عبد الله بن عمرو ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «أحب شيء إلى الله الغرباء»، قيل: ومن الغرباء؟ قال:«الفرارون بدينهم، يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى ابن مريم ﵊» رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد".
ومنها ما رواه مسلم، والترمذي، وابن ماجة، عن معقل بن يسار ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«العبادة في الهرج كهجرة إليّ» قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب.