للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحبه، وله غير هذا الحديث.

وقال الحاكم: قد أخرج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم، والحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ، وأقره الحافظ الذهبي في تلخيصه.

وقال في موضع آخر: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: هذا الحديث عظيم الشأن، ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله. انتهى.

وفي المسند، عن أبي الدرداء Object أنه قال: «يا أيها الناس، إياكم والالتفات؛ فإنه لا صلاة للملتفت، فإن غُلبتم في التطوع فلا تغلبن في الفريضة».

والالتفات المذموم هو ما كان لغير حاجة، أو كان لها وكثر، فأما إن كان يسيرًا لحاجة فهو معفو عنه، وقد فعله رسول الله Object، وأبو بكر الصديق، وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وفي معنى الالتفات المذموم نظر المصلي إلى ما يلهيه، كالنظر إلى السقوف والحيطان وما فيهما من نقوش وكتابة وغيرها، وكالنظر إلى ثيابه أو ما بين يديه من آدميين أو حيوانات، أو غير ذلك مما يلهيه ويشغل قلبه عن الحضور في الصلاة، وكذلك التفكر في الأمور الدنيوية وغير ذلك مما يلهي القلب ويصده عن الخشوع والحضور الذي هو روح الصلاة ومقصودها، والاسترسال مع الوساوس والأفكار إنما يكون من التفات القلب، كما أن ما ذكر قبله جامع بين التفات الوجه والقلب، وكل ذلك من اختلاس الشيطان، والله أعلم.