للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

وفي بلاد اليمن من الأمور الشركية والعبادات الوثنية نظير الجاهلية الأولى، ونظير ما يفعل في العراق والبلاد المصرية، كما ذكر ذلك أهل الخبرة بهم من أعيان علمائهم المتأخرين وغيرهم.

قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله تعالى في كتابه "تطهير الاعتقاد": أهل العراق، والهند يدعون عبد القادر الجيلاني، وأهل التهائم لهم في كل بلد ميت يهتفون باسمه، يقولون: يا زيلعي، يا ابن العجيل، وأهل مكة وأهل الطائف: يا ابن العباس، وأهل مصر: يا رفاعي، يا بدوي، والسادة البكرية وأهل الجبال: يا أبا طير، وأهل اليمن: يا ابن علوان، وفي كل قرية أموات يهتفون بهم، وينادونهم، ويرجونهم لجلب الخير ودفع الضر، وهو بعينه فعل المشركين في الأصنام كما قلنا في الأبيات النجدية:

أعادوا بها معنى سواع ومثله … يغوث وودّ بئس ذلك من ود

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها … كما يهتف المضطر بالصمد الفرد

وكم نحروا في سُوحها من بحيرة … أُهِلّتْ لغير الله جهرا على عمد

وكم طائف حول القبور مُقبِّل … ومستلم الأركان منهن باليد!

وأعجب من هذا أن القبوريين وغيرهم من الأحياء ومن أتباع من يعتقدون فيه يجعلون له حصة من الولد إن عاش، ويشترون منه الحمل في بطن أمه ليعيش، ويأتون بمنكرات ما بلغ إليها المشركون.