للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي في تلخيصه.

فهذا ما يسره الله تعالى من أقوال أئمة السلف في باب الإيمان، والرد على المرجئة، وقد تركت كثيرا من أقوالهم إيثارا للاختصار، وفيما ذكرته كفاية لمبتغي الحق إن شاء الله تعالى، والغرض من البسط في هذا الفصل خمسة أمور:

أحدها: بيان مذهب أهل السنة والجماعة في باب الإيمان، وتقرير ذلك بأدلته من الكتاب والسنة والإجماع.

الثاني: الحث على اتباعهم في ذلك، والسير على منهاجهم، فإنه يُرجى لمن اتبعهم بإحسان أن يفوز بالجنة والرضوان، قال الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: ١٠٠].

الثالث: التحذير من مخالفتهم واتباع غير سبيلهم، فإن ذلك هو الضلال البعيد والخسران المبين، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].

الرابع: تنبيه المنحرفين عن أقوال سلف الأمة وأئمتها في باب الإيمان، وإرشادهم إلى الحق والصواب، لعل الله تعالى أن يشرح صدورهم للسنة، واتباع السلف الصالح، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.