للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ومن ذلك العبث باللحية والشارب والأنف، وكثرة مسح الحصى وتسوية الأرض، وكثرة تعديل الثياب، وفرقعة الأصابع وتشبيكها، والتثاؤب والتمطي، وتغميض العينين، وتغطية الفم، وكثرة مسح الجبهة قبل السلام؛ فكل هذه الأفعال تنقص الصلاة، وكثير من الجهال واقعون فيها، وقد جاءت السنة بذم بعض ذلك والنهي عن بعضه، والذم يقتضي النهي، كما أن النهي يقتضي الذم على المخالفة.

فمما ورد في هذا الباب من الأحاديث ما رواه الحكيم الترمذي في (النوادر) عن أبي هريرة قال: رأي رسول الله رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه» في إسناده سليمان بن عمرو أبو داود النخعي الكوفي، قال البخاري رحمه الله تعالى: معروف بالكذب، سمعت قتيبة يقول. وقال في تاريخه الصغير: رماه قتيبة وإسحاق بالكذب. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث. وقال الزين العراقي: متفق على ضعفه. ومن هذه الأقوال يعلم أن إسناد الحديث ساقط، وأما متنه فمعناه مستقيم وليس فيه نكارة، ولهذا يستشهد به الفقهاء في هذا الموضع.

ويدل لصحة معناه ما في الصحيحين وغيرهما، من حديث النعمان بن بشير أن رسول الله قال: «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب».