للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠٣]، ووجه الدلالة منها ظاهر، وهو أن تعلم السحر وتعليمه ينافي الإيمان والتقوى، فيكون الساحر كافرًا، والله أعلم.

ورُوي عن علي Object أنه قال: الكاهن ساحر والساحر كافر. ذكره الذهبي في كتاب (الكبائر).

ورُوي في ذلك حديث مرفوع، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب (الهدي): روينا من حديث أبي علي الحسن بن الحسين بن دوما، عن البراء بن عازب Object يرفعه «كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة؛ القاتل والساحر …» وذكر تمام الحديث.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: ترى خلقًا كثيرًا من الضُلاَّل يدخلون في السحر ويظنونه حرامًا فقط، وما يشعرون أنه الكفر، فيدخلون في تعليم السيمياء وعملها وهي محض السحر، وفي عقد الرجل عن زوجته وهو سحر، وفي محبة الرجل للمرأة وبغضها له، وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال. انتهى.

قلت: السيمياء: تشتمل على أنواع من السحر، منها النواميس والمخاريق، والتدخينات والتعافين، والمراقيد والإخفاءات، والطلسمات والنيرنجات وغير ذلك، وذكر بعضهم أنها تبلغ ثلاثين بابًا، وكلها من السحر.

فأما النواميس فمعناها عندهم: إظهار العجائب والغرائب؛ كالطيران في الهواء، والمشي على الماء، وقطع المسافة الطويلة في وقت يسير، والكلام على ما في الخواطر، ونحو ذلك مما تُعمله لهم الشياطين.