فأما أول موضع الوقوف فهو من حين يخرج الإنسان من بطن عرنة ذاهبًا نحو جبل إلال، وهناك ميلان طويلان قد جعلا علمين لتمييز موضع الوقوف من بطن عرنة، فما كان شرقًا عنهما فهو من موضع الوقوف، وما كان غربًا عنهما فهو من بطن عرنة غربًا بالعلمين الفاصلين بين المزدلفة وبطن عرنة.
وفي بطن عرنة المسجد الذي يصلي فيه الإمام الظهر والعصر يوم عرفة، ويسمى مسجد إبراهيم، قال بعضهم: نسبة إلى إبراهيم خليل الرحمن، وقال بعضهم: نسبة إلى إبراهيم الإمام أخي السفاح والمنصور، وهذا القول الأخير أقرب.
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: وإنما بني في أول دولة بني العباس. انتهى.
ولا يجزئ الوقوف في المسجد ولا ما حوله، وما يُسامت ذلك شمالاً وجنوبًا مما هو خارج عن حدود عرفات (١).
وقال النووي رحمه الله تعالى: عرنة بضم العين وفتح الراء، وبعدها نون، وليست من أرض عرفات عند الشافعي والعلماء كافة، إلا مالكًا فقال: هي من عرفات. انتهى.
(١) مراده ﵀ المسجد القديم، أما المسجد الحديث فجزؤه الشرقي من الموقف وقد وضعت أعلام في المسجد تدل على ذلك، فليتنبه.