للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويمتثلوا جميع أقواله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾، فإذا تقدم في الإمامة مستور الحال، ثم ظهر أنه يفعل شيئًا من المنكرات التي تقدح في عدالته مما ذكرنا قريبا ومما لم نذكره فالواجب المبادرة بعزله، اقتداء بالنبي في عزله الذي بصق في القبلة، وامتثالاً لقوله : «ليؤذن لكم خياركم، وليؤمكم قراؤكم» رواه أبو داود، وابن ماجة، من حديث ابن عباس .

قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: هم الفقهاء والقراء، أهل الدين والفضل والعلم بالله تعالى والخوف من الله تعالى، الذين يعتنون بصلاتهم وصلاة من خلفهم، ويتقون ما يلزمهم من وزر أنفسهم ووزر من خلفهم إن أساؤوا في صلاتهم … إلى آخر كلامه، وتقدم في أول الفصل.

وأما القراء الذين يقيمون حروف القرآن، ويضيعون حدوده، فليسوا بأهل للإمامة والولايات الدينية، وما أكثرهم في هذه الأزمان، لا كثرهم الله، وما أشبهم بالذين قال الله تعالى فيهم: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا﴾، وتولية هؤلاء وأشباههم في الولايات الدينية خيانة قبيحة؛ لما في مستدرك الحاكم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله وخان ورسوله وخان المؤمنين» قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

فالواجب على المسلمين أن يولوا في الإمامة وغيرها من الولايات