ومن لطف الله ورحمته بهذه الأمة أنها لا تجتمع على ضلالة، كما في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي مالك الأشعري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله أجاركم من ثلاث خلال؛ لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعًا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة».
وفي حديث أبي بصرة الغفاري ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها» رواه الإمام أحمد.
وعن ابن عمر ﵄ أن رسول الله ﷺ قال:«إن الله لا يجمع أمتي -أو قال أمة محمد- على ضلالة، ويد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ إلى النار» رواه الترمذي، والحاكم، وأبو نعيم في الحلية، وقال الترمذي وأبو نعيم: حديث غريب.
وعن أنس بن مالك ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أمتي لا تجتمع على ضلالة» الحديث رواه ابن ماجة.
وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدًا» رواه الحاكم في مستدركه.
فلا تزال -ولله الحمد والمنة- طائفة من هذه الأمة على الحق والاستقامة حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٨١]، قال علي ﵁: هي التي تنجو من هذه الأمة. رواه محمد بن نصر المروزي في كتاب (الاعتصام).