للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على سمت واحد، أو يراد بها: سد الخلل الذي في الصف. انتهى.

قلت: كلا الأمرين من تسوية الصفوف وإقامتها، وظواهر الأحاديث التي تقدمت والتي ستأتي تشمل الأمرين، وهذا هو الذي فهمه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ويدل على ذلك قول النعمان وأنس Object: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه.

وأما ما جاء من النص على سد الخلل، مع الأمر بتسوية الصفوف كما سيأتي في حديث أبي أمامة وابن عمر Object، فليس المراد بذلك المغايرة بين الأمرين، وإنما هو اهتمام ببعض أفراد تسوية الصفوف وإقامتها، والله أعلم.

وفي قوله: «لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم» دليل على وجوب تسوية الصفوف، وهو ظاهر كلام الإمام أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه، ومال إليه الحافظ ابن حجر، قال: والتفريط فيه حرام.

قال: واختلف في الوعيد المذكور؛ فقيل هو على حقيقته، والمراد بتسوية الوجه بتحويل خلقه عن وجهه (١) بجعله موضع القفا، أو نحو ذلك، فهو نظير ما تقدم من الوعيد فيمن رفع رأسه قبل الإمام، أن يجعل الله رأسه رأس حمار.


(١) كذا في الأصل، وفي الفتح: والمراد تسوية الوجه بتحويل خلقه عن وضعه … إلخ [فتح الباري ٢/ ٢٠٧].