للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ونذكر ههنا مسألتين مهمتين من المسائل المتعقلة بالجهاد، ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين للعمل بهما، وأن يعيذهم من اتِّباع شياطين الإنس والجن الداعين إلى التهاون بهما.

إحداهما: الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.

وألحق جماعة من العلماء بدار الكفر دار البغاة ودار البدع المضلة كالرفض والاعتزال.

وألحق آخرون بذلك أيضًا دار المعاصي إذا لم يقدر على تغييرها.

قال البغوي رحمه الله تعالى: يجب على كل من كان في بلد يعمل فيها بالمعاصي، ولا يمكنه تغيير ذلك أن يهاجر إلى حيث تتهيأ له العبادة، قال: وقال سعيد بن جبير: إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا منها، فإن أرض الله واسعة.

قلت: وقد رواه أبو نعيم في الحلية بإسناده عنه.

وفي الصحيحين، ومسند الإمام أحمد، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يهلك الناس هذا الحي من قريش» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «لو أن الناس اعتزلوهم».

قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): يؤخذ من هذا الحديث استحباب هجران البلدة التي يقع فيها إظهار المعصية، فإنها سبب وقوع الفتن التي ينشأ عنها عموم الهلاك.