للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا -وأشار إلى لسانه- أو يرحم».

زاد البخاري في روايته: «وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه».

وكان عمر يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب.

وذكر الحافظ الذهبي في كتاب (الكبائر) عن الأوزاعي، أن عمر بن الخطاب سمع صوت بكاء، فدخل ومعه غيره، فمال عليهم ضربًا حتى بلغ النائحة، فضربها حتى سقط خمارها، وقال: اضرب فإنها نائحة، ولا حرمة لها؛ إنها لا تبكي لشجوكم، إنها تهريق دموعها لأخذ دراهمكم، وإنها تؤذي موتاكم في قبورهم وأحياءكم في دورهم؛ لأنها تنهى عن الصبر وقد أمر الله به، وتأمر بالجزع وقد نهى الله عنه. انتهى.

وفي المسند من حديث ابن عباس قال: لما ماتت زينب بنت رسول الله بكت النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله بيده وقال: مهلا يا عمر، ثم قال: «ابكين وإياكن ونعيق الشيطان» ثم قال: «إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ﷿ ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان من الشيطان».

وروى أبو نعيم في الحلية من حديث حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صاح أسامة، فقال رسول الله : «ما هذا؟! ليس هذا مِنّا، ليس لصائح حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نُغضب الرب».