للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفرهم في قولهم: إن الله مخلوقاته كلها، أعظم من كفر النصارى بقولهم: إن الله هو المسيح ابن مريم، فكان النصارى ضلال أكثرهم لا يعقلون مذهبهم في التوحيد، إذ هو شيء متخيل لا يعلم ولا يعقل، حيث يجعلون الرب جوهرا واحدا، ثم يجعلونه ثلاثة جواهر، ويتأولون ذلك بتعدد الخواص والأشخاص التي هي الأقانيم، والخواص عندهم ليست جواهر، فيتناقضون مع كفرهم، كذلك هؤلاء الملاحدة الاتحادية ضلال، أكثرهم لا يعقلون قول رؤوسهم ولا يفقهونه، وهم في ذلك كالنصارى، كلما كان الشيخ أحمق وأجهل كان بالله أعرف وعندهم أعظم.

قال: ومذهب هؤلاء الاتحادية كابن عربي وابن سبعين والقونوي والتلمساني مركب من ثلاث مواد: سلب الجهمية وتعطيلهم، ومجملات الصوفية؛ وهو ما يوجد في كلام بعضهم من الكلمات المجملة المتشابهة، كما ضلت النصارى بمثل ذلك فيما يروونه عن المسيح، فيتبعون المتشابه ويتركون المحكم، وأيضا كلمات المغلوبين على عقلهم الذين تكلموا في حال السكر، ومن زندقة الفلسفة التي هي أصل التجهم، فهذه المادة أغلب على ابن سبعين والقونوي، والثانية أغلب على ابن عربي؛ والكل مشتركون في التجهم، والتلمساني أعظمهم تحقيقا لهذه الزندقة والاتحاد التي انفردوا بها، وأكفرهم بالله وكتبه ورسله وشرائعه واليوم الآخر.

وقال الشيخ أيضا: معطلة الجهمية ونفاتهم يقولون: إن الله تعالى لا هو داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له، ولا محايث له، فينفون الوصفين