للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العظيمة حتى أمر النبي بقتالهم، فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا من الإسلام والسنة، حتى يدَّعي السنة من ليس من أهلها بل قد مرق منها، وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه الله تعالى في كتابه حيث قال: ﴿لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾ الآية.

ثم ذكر رحمه الله تعالى أن عليا بن أبي طالب حرق الغالية بالنار، وأمر بأخاديد خدّت لهم عند باب كندة، وقذفهم فيها بعد أن أجَّلهم ثلاثا ليتوبوا، فلما لم يتوبوا أحرقهم بالنار، واتفق الصحابة على قتلهم، لكن ابن عباس كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف بلا تحريق، وهو قول أكثر العلماء، وقصتهم معروفة عند العلماء، وكذلك الغلو في بعض المشايخ إما في الشيخ عدي، ويونس القني، أو الحلاج، وغيرهم، بل الغلو في علي بن أبي طالب ونحوه، بل الغلو في المسيح ونحوه، فكل من غلا في نبي، أو في رجل صالح كمثل علي أو عدي، أو نحوه، أو فيمن يعتقد فيه الصلاح كالحلاج، أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القني، ونحوهم، وجعل فيه نوعا من الإلهية مثل أن يقول: كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده، أو يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو لغيره، أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي، أو ارحمني، أو انصرني، أو ارزقني، أو أغثني، أو أجرني، أو توكلت عليه، أو أنت حسبي، أو أنا في حسبك، أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى، فكل هذا شرك وضلال