للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَظِيمًا﴾ [النساء: ٤٨]، ولهذا كانت كلمة التوحيد أفضل الكلام وأعظمه، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَاخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ …﴾، وقال : «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، والإله الذي يألهه القلب عبادة له، واستعانة، ورجاء له، وخشية، وإجلالا، وإكراما. انتهى كلامه رحمه الله تعالى مُلخَّصا.

فتأمل كلام هذا الإمام من أوله إلى آخره، وتأمل قوله فيمن غلا في نبي، أو رجل صالح، أو من يُعتقد فيه الصلاح، وجعل فيه نوعا من الإلهية، أو صرف له شيئا من خصائص الربوبية أنه يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتل، فإن هذا مطابق لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة التي تقدم ذكرها في أول الوجه الرابع، وإنما أبيح قتله لمخالفته لمعنى شهادة التوحيد لا إله إلا الله، وتركه لأعظم حقوقها وهو إفراد الله بالعبادة.

وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين رحمه الله تعالى: من جعل نوعا من أنواع العبادة لغير الله كالدعاء، والسجود، والذبح، والنذر، وغير ذلك فهو مشرك، ولا إله إلا الله متضمنة للكفر بما يعبد من دونه؛ لأن معنى لا إله إلا الله إثبات العبادة لله وحده، والبراءة من كل معبود سواه، وهذا معنى الكفر بما يعبد من دونه، قال: وقول النبي في الحديث الصحيح: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله» فقوله: «وكفر بما يعبد من دون الله» الظاهر أن هذا زيادة إيضاح؛ لأن لا إله إلا الله متضمنة الكفر بما يعبد من دون الله، ومن قال: لا إله إلا الله ومع ذلك يفعل الشرك الأكبر كدعاء الموتى، والغائبين، وسؤالهم قضاء