للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرفعه على عاتقه - وهو يومئذ غلام - ثم قال: اللهم سادّ الخلة، وكاشف الكربة، أنت عالم غير معلَّم، ومسؤول غير مبخل، وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك، يشكون إليك سنتهم، فاسمعنّ اللهم وامطرنّ علينا غيثاً مريعا مغدقا، فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها، وكظّ الوادي بثجيجه.

وذكر ابن إسحاق في قصة أبرهة صاحب الفيل لما أراد هدم الكعبة أن عبد المطلب قام فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرون على أبرهة وجنده، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:

يا رب لا أرجو لهم سواكا … يا رب فامنع منهم حماكا

إن عدو البيت من عاداكا … امنعهم أن يخربوا قراكا

وقال أيضا:

لا همّ إن المرء يمـ … ـنع رحله فامنع رحالك

وانصر على آل الصليـ … ـب وعابديه اليوم آلك

وروى الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم، من حديث الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير أن أبا جهل قال حين التقى القوم: اللهم أقطعنا للرحم، وآتانا بما لا يعرف، فأحنه الغداة، فكان هو المستفتح. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في تلخيصه.

وقال السدي: كان المشركون حين خرجوا من مكة إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة فاستنصروا الله وقالوا: اللهم انصر أعلى الجندين، وأكرم الفئتين،