للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النساء اللاتي لم يخرجن إذا رأين رجلا متخلفا عن الخوارج أنّبنه وحصبنه بالحجارة حتى يخرج، وتأتي وفود الشيطان إلى هذا المجتمع أفواجا من كل فج عميق؛ من مكة وغيرها من الأماكن البعيدة؛ ليشهوا ما يضرهم ولا ينفعهم، ويذكروا اسم الشيطان على ما زين لهم من هذه المجامع المؤسسة على الشرك والبدع، ويقضوا وطرهم من المنكرات والقبائح، ويوفوا نذورهم لغير الله، ويطوفوا بالأوثان، ثم ينقلبوا إلى أوطانهم بالخيبة والخسران، قد حازوا رضا الشيطان، وباؤوا بسخط الرحمن.

قال ابن غنام: وأما ما يُفعل في جدة فقد بلغ من الضلالة والفحش الغاية القصوى، وعندهم قبر طوله ستون ذراعا عليه قبة، يزعمون أنه قبر حواء، وضعه بعض الشياطين من قديم، والسدنة عنده يَجْبُون من الأموال ما لا يخطر على البال، وعندهم مشهد يسمى العلوي قد بالغوا في تعظيمه والغلو فيه، وفي سنة عشر بعد المائتين والألف اشترى تاجر من أهل جدة من أهل الهند -التجار القادمين- وأهل الأحساء مالا كثيرا، فوقع عليه بعد أيام انكسار وإفلاس، فهرب إليه مستجيرا، فلم يتقدم إليه منهم شريف ولا وضيع، ولا كبير ولا صغير، وترك بيته وما فيه، حتى اجتمع التجار وجعلوا ذلك عليه نجوما في سنين، وذلك بإشارة بعض من ينتسب إلى الدين. انتهى باختصار وتصرف في بعض العبارة.

وقد ذكر الشيخ حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله تعالى أنه لما قدم مكة في سنة إحدى عشرة بعد المائتين والألف رأى في مقبرة المعلاة أكثر من عشرين قبة، ورأى فيها أكثر من مائة قنديل.