عشروات سمان» فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد: هل تحت ذلك شيء يا أبا أمامة؟ قال:«نعم، غي وأثام».
وقال أيوب بن بشير، عن شقي بن ماتع قال: إن في جهنم واديا يسمى غيا، يسيل دما وقيحا، فهو لمن خلق له، قال تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وجه الدلالة أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع عصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار، ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو في أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنة الكفار، ومن الآية دليل آخر؛ وهو قوله: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ فلو كان مضيع الصلاة مؤمنا لم يشترط في توبته الإيمان؛ لأنه يكون تحصيلا للحاصل. انتهى.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: لما كان الإسلام تصديق الخبر، والانقياد للأمر، جعل سبحانه له ضدين؛ عدم التصديق، وعدم الصلاة، وقابل التصديق بالتكذيب، والصلاة بالتولي عن الصلاة.
قال سعيد عن قتادة: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى﴾ لا صدق بكتاب الله ولا صلى لله، ولكن كذّب بآيات الله وولى عن طاعته، ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ وعيد على أثر وعيد.