الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة -يعني الأهواء- كلها في النار إلا واحدة؛ وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم في مستدركه، وأبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة"، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وزاد الحاكم في روايته:«والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد ﷺ، لغير ذلك أحرى أن لا تقوموا به».
قال الخطابي رحمه الله تعالى: الكَلَب داء يعرض للإنسان من عضة الكَلْب الكَلِب، وهو داء يصيب الكلب كالجنون، وعلامة ذلك فيه أن تحمر عيناه، وأن لا يزال يدخل ذنبه بين رجليه، وإذا رأى إنسانا ساوره، فإذا عقر هذا الكلب إنسانا عرض له من ذلك أعراض رديئة، منها أن يمتنع من شرب الماء حتى يهلك عطشا، ولا يزال يستسقي حتى إذا سُقي الماء لم يشربه، ويقال: إن هذه العلة إذا استحكمت بصاحبها فقعد للبول خرج منه هنات مثل صور الكلاب، فالكَلَب داء عظيم إذا تجارى بالإنسان تمادى وهلك. انتهى.
وفي سنن ابن ماجة عن حذيفة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يقبل الله لصاحب بدعة؛ صوما، ولا صلاة، ولا صدقة، ولا حجا، ولا عمرة، ولا جهادا، ولا صرفا، ولا عدلا، يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين».