للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شابهوا اليهود في الكذب، وتحريف الكلم عن مواضعه، واتباع الهوى، وغير ذلك من مساوئ أخلاق اليهود، وكذلك شابهوا النصارى في الغلو والجهل واتباع الهوى، وغير ذلك من مساوئ أخلاق النصارى، وما زال العلماء يصفونهم بذلك كما ذكره شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية قدس الله روحه في ردِّه على الرافضي.

وذكر أيضا أن متأخري الرافضة ذهبوا إلى التجهم وإبطال صفات الله، وقد قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة": حدثني أبي، حدثنا حجاج، سمعت شريكا -وذكر المرجئة- فقال: هم أخبث قوم، وحسبك بالرافضة خبثا.

ورواه أبو بكر الآجري في كتاب "الشريعة" فقال: حدثنا أبو نصر قال: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- قال: حدثنا حجاج قال: سمعت شريكا فذكره.

وإذا كان هذا قول السلف في متقدمي الروافض، فكيف لو رأوا حالتهم اليوم، وما جمعوا من الشر بحذافيره؛ مع بُعدهم عن الهدى ودين الحق! ومع هذا فهم ينتسبون إلى الإسلام، وبهم وبأشباههم يتكثر الذين لا يعرفون الإسلام، ولا يبعد أن تكون الرافضة نصف العدد الذي ذكرنا في السؤال المتقدم أو أكثر من نصفه، وإذا ضممنا إليهم أشباههم من عُبَّاد الأوثان والطواغيت والأشجار والأحجار والكواكب، وغيرها مما يعبد من دون الله، مع سائر أدعياء الإسلام الذين ذكرناهم فيما تقدم لم يبق من العدد المتقدم ذكره إلا القليل، وبهذا يعرف غربة الإسلام الحقيقي وأهله في الأزمان وقبلها بدهر طويل، فالله المستعان.