أحدا منهم لعضضت أنفه، قال مجاهد: قال ابن عمر: من رأى منكم أحدا منهم فليقل له: إن ابن عمر منكم بريء.
وقال أيضا: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيد، أن أبا الزبير أخبره أنه كان يطوف مع طاوس بالبيت فمر بمعبد الجهني، فقال قائل لطاوس: هذا معبد الجهني الذي يقول في القدر، فعدل إليه طاوس حتى وقف عليه فقال: أنت المفتري على الله، القائل ما لا تعلم؟ قال معبد: يُكذب عليّ، قال أبو الزبير: فعدلت مع طاوس حتى دخلنا على ابن عباس ﵄ فقال له طاوس: يا أبا عباس، الذين يقولون في القدر؟ فقال ابن عباس ﵄ أروني بعضهم، قال: قلنا صانع ماذا؟ قال: إذًا أجعل يدي في رأسه ثم أدق عنقه. وهكذا رواه الآجري، عن الفريابي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، فذكره.
وروى الإمام أحمد في مسنده، والآجري في كتاب "الشريعة" عن محمد بن عبيد المكي، عن عبد الله بن عباس ﵄ قال: قيل لابن عباس ﵄: إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر، فقال: دلوني عليه -وهو يومئذ قد عمي- قالوا: وما تصنع به يا أبا عباس؟ قال: والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضنَّ أنفه حتى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقنّها، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات، هذا أول