للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن علي بن المديني رواية أنهم العرب، واستدل بحديث: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة» قال: والمراد بالغرب: الدلو؛ أي العرب؛ لأنهم أصحابها، لا يستقي بها أحد غيرهم. ذكره يعقوب بن شيبة، ونقله عنه صاحب المشارق وغيره.

قلت: ويؤيد ذلك ما رواه ابن ماجة من حديث أبي أمامة الباهلي في ذكر الدجال، وفيه: فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل، وجُلهم يومئذ ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى؛ ليقدم عيسى يصلي، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم» الحديث.

وأصل هذه القطعة ثابت في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال: أخبرتني أم شريك أنها سمعت النبي يقول: «ليفرن الناس من الدجال في الجبال»، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل».

ورواه الترمذي في جامعه وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وله أيضًا شاهد في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله