شرابه أو يبخر بها أو تذر عليه، ويكون بغير ذلك مما تعمله الشياطين للسحرة، وكثيرًا ما يؤثر هذا السحر في العقول بالنقص والتغيير، وفي القلوب بالحب والبغض، وفي الأبدان بالسقم والألم، وربما آل بالمسحور إلى الهلاك، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٠٢]، ومن هذا الباب سحر لبيد بن الأعصم اليهودي للنبي ﷺ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، وكان السحر قد أثر في بدنه الشريف؛ حتى مرض منه أيامًا بأبي هو وأمي ونفسي صلوات الله وسلامه عليه، وأما قلبه وعقله فلم يصل إليهما السحر بل حماهما الله تعالى وصانهما، وما كان الله تعالى ليسلط السحرة والشياطين على قلب رسوله ومقر وحيه وتنزيله، هذا لا يكون أبدًا، وأما بدنه فهو عرضة للأسقام والآلام كسائر البشر، وذلك لا يحط من قدره شيئًا بل هو مما يزيده أجرًا وثوابًا يوم القيامة.
وفي الصحيحين عن عائشة ﵄ قالت: ما رأيت أحدًا أشد عليه الوجع من رسول الله ﷺ.
وفيهما أيضا عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يوعك فقلت: يا رسول الله، إنك توعك وعكًا شديدًا! قال:«أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال:«أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى؛ شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها».
وفي سنن ابن ماجة، عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: دخلت على