قال أبو عبيد الهروي: الشقشقة: الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه، ولا تكون إلا للعربي، شبه الفصيح المنطيق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، ونسبها إلى الشيطان لما يدخل فيه من الكذب والباطل، وكونه لا يبالي بما قال.
ومما يدل أيضا على أنه للذم قوله ﷺ في حديث عبد الله بن عمرو ﵄:«إن الله ﷿ يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها» رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، قال: وفي الباب عن سعد ﵁.
قال أبو السعادات ابن الأثير: هو الذي يتشدق في الكلام، ويفخم به لسانه، ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفًا. انتهى.
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من تعلَّم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال أو الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً» رواه أبو داود.
وعن أبي أمامة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:«الحياء والعِيُّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق» رواه الإمام أحمد، والترمذي وحسنه، والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الحافظ الذهبي في تلخيصه.
قال الترمذي رحمه الله تعالى: العيّ قلة الكلام، والبذاء هو الفحش في