وفي رواية: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد» هذا لفظ البخاري.
ولفظ مسلم:«إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد».
قوله:«ويثبت الجهل»، قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: هكذا هو في كثير من النسخ «يثبت الجهل» من الثبوت، وفي بعضها «يُبَثّ» بضم الياء وبعدها موحده مفتوحة ثم مثلثة مشددة أي ينشر ويشيع. انتهى.
قال الكرماني: وفي رواية «وينبت» بالنون بدل المثلثة من النبات، ذكر ذلك عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" قال: وحكى ابن رجب عن بعضهم «وينثا» بنون ومثلثة من النث وهو الإشاعة، قال ابن حجر: وليست هذه في شيء من الصحيحين. انتهى.
وقد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا ما عدا خصلة واحدة وهي قلة الرجال وكثرة النساء، فأما العلم الموروث عن النبي ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين فقد هجره الأكثرون، وقل من يرغب فيه ويعتني به، وقد انصرفت الهمم إلى الجهل الصرف الذي هو الصحف والمجلات والكتب