وبأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، وأن يعتنوا بأمر المأمومين ولا يتركوهم هملاً، فإنهم مسؤولون عنهم كما جاء في الحديث الصحيح:«كلكم راع ومسؤول عن رعيته»، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في كتاب (الصلاة): جاء في الحديث: «إن كل مصل راع ومسئول عن رعيته» وقد قيل: إن الإمام راع لمن يصلي بهم، فما أولى الإمام بالنصيحة لمن يصلي خلفه، وأن يحسن أدبهم وتعليمهم إذ كان راعيًا لهم وكان غدا مسؤولاً عنهم -إلى أن قال-: وَامُر يا عبد الله الإمام ألا يكبر أول ما يقوم مقامه للصلاة حتى يلتفت يمينًا وشمالاً، فإن رأى الصف معوجًا والمناكب مختلفة أمرهم أن يسووا صفوفهم وأن يحاذوا مناكبهم، فإن رأى بين كل [رجلين](١) فرجة أمرهم أن يدنو بعضهم من بعض حتى تتماس مناكبهم، واعلموا أن اعوجاج الصفوف واختلاف المناكب ينقص من الصلاة، فاحذروا ذلك -ثم ذكر أحاديث في النهي عن ذلك وتقدم ذكرها ثم قال-: فتسوية الصفوف، ودنو الرجال بعضهم من بعض من تمام الصلاة، وترك ذلك نقص في الصلاة. انتهى.
والواجب على المأمومين أن يمتثلوا أمر نبيهم ﷺ بتسوية صفوفهم ورصها، والمقاربة بينها، وسد الخلل فيها، ويبتعدوا عما نهاهم عنه من الاختلاف الذي يؤدي إلى الاختلاف بين وجوههم وقلوبهم، ويجب عليهم أن يسيروا على منهاج الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- في تعديل