للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: ٢٦].

* يذكرُ اللهُ تعالى عظمةَ البيتِ الحرامِ وجلالتَهُ، وعظمةَ بانيهِ وهوَ خليلُ الرحمنِ، فقالَ: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ أي: هيأناهُ لهُ وأنزلناهُ إياهُ، بحيثُ جعَلَ قسمًا من ذريتهِ هم سكانهُ.

وأمرَهُ اللهُ ببنيانهِ، فبناهُ وأسسَهُ على تقوى اللهِ ورضوانهِ هوَ وابنُهُ إسماعيلُ، بنيةٍ صادقةٍ، وخضوعٍ للهِ وإخلاصٍ، ودعاءٍ منهما أنْ يتقبلَ منهما هذا العملَ الجليلَ، فتقبَّلهُ اللهُ؛ فهذهِ آثارُ القبولِ لهذا البيتِ في كلِّ وقتٍ وجيلٍ متواصلة.

* ووصاهُ بألَّا يشركَ بهِ شيئًا: بأنْ ينفيَ الشركَ عنهُ، وعنِ ذريتهِ، وعمَّن وصلَتْ إليهِ دعوتهُ.

* ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ﴾ أي: من الشركِ والمعاصِي، ومن الأنجاسِ والأدناسِ، وأضافَهُ إلى نفسهِ ليكتسبَ شرفًا إلى شرفهِ، ولتعظمَ محبتُهُ في القلوبِ، لكونهِ بيتَ محبوبِها الأعظمِ، وتنصبَّ وتهوِيَ إليهِ الأفئدةُ من كلِّ جانبٍ، وليكونَ أعظمَ لتطهيرهِ وتعظيمهِ للطائفينَ بهِ والقائمينَ عندَهُ للعباداتِ المتنوعةِ.

* ﴿وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ أي: المصلينَ، أي: طهِّرْهُ لهؤلاءِ الفضلاءِ الذينَ ليسَ لهم همٌّ إلا طاعةُ مولاهم وما يقربُهم إليهِ، فهؤلاءِ لهم الحقُّ، ومن إكرامِهم تطهيرُ هذا البيتِ لهم، وتهيئتهُ لما يريدونَهُ عندَهُ.

ويدخلُ في تطهيرهِ: تطهيُرهُ من الأصواتِ اللاغيةِ المرتفعةِ التي تشوشُ على المتعبدينَ بالصلاةِ والطوافِ والقراءةِ وغيرِها.

<<  <  ج: ص:  >  >>