فأمَّا مَنْ أقبلَ عليهِ، وتفكرَ في معانيهِ وتدبرَها بحسنِ فهمٍ، وحسنِ قصدٍ، وسلمَ من الهوَى؛ فإنهُ يهتدي بهِ إلى كلِّ مطلوبٍ، وينالُ بهِ كلَّ غايةٍ جليلةٍ ومرغوبٍ.
* ووصفَهُ بأنهُ رحمةٌ، وهيَ: الخيرُ الدينيُّ والدنيويُّ والأخرويُّ المترتبُ على الاهتداءِ بالقرآنِ، فكلُّ مَنْ كانَ أعظمَ اهتداءً بهِ فلهُ من الرحمةِ والخيرِ والسعادةِ والفلاحِ بحسبِ ذلكَ.
* ووصفَهُ بأنهُ نورٌ؛ وذلكَ لبيانهِ وتوضيحهِ العلومَ النافعةَ والمعانيَ الكاملةَ، وأنَّ بهِ يخرجُ العبدُ من جميعِ الظلماتِ: ظلماتِ الجهلِ والكفرِ والمعاصِي والشقاءِ، إلى نورِ العلمِ واليقينِ والإيمانِ والطاعةِ والرشادِ المتنوعِ.
* ووصفَهُ بأنهُ شفاءٌ لما في الصدورِ، وذلكَ يشملُ جميعَ أمراضِ القلوبِ، فهوَ يوضحُ أمراضَ القلوبِ ويشخصُها، ويرشدُ العبادَ إلى كلِّ وسيلةٍ يحصلُ بها زوالُها وشفاؤُها، فيذكرُ لهم أمراضَ الجهلِ والشكوكِ والحيرةِ، وأسبابَ ذلكَ، ويرشدُهم إلى قلعِها بالعلومِ النافعةِ، واليقينِ الصادقِ، وسلوكِ الطرقِ الصحيحةِ المزيلةِ لهذهِ العللِ، ويذكرُ لهم أمراضَ الشهواتِ والغيِّ، ويبينُ لهم أسبابَها وعلاماتِها وآثارَها الضارةَ، ويذكرُ لهم ما بهِ تُعالَجُ من المواعظِ [والتذكيرِ] (١) والترغيبِ والترهيبِ، والمقابلةِ بينَ الأمورِ، وترجيحِ ما ترجحَتْ مصلحتُهُ العاجلةُ والآجلةُ.
(١) في (ط): والتذكر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute