غلبَ على الظنِّ أنْ ينكفَّ شرُّهم عن المسلمينَ، فكم حصلَ بهذا الطريقِ من نكايةِ العدوِّ ما لا يحصلُ بالجيوشِ الكثيرةِ؛ ولهذا قالَ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ﴾ [النساء: ٩٠]، فذكرَ اللهُ هذهِ المصلحةَ العظيمةَ في الكفِّ عن أمثالِ هؤلاءِ الموصوفينَ.
وللموفقينَ من الرؤساءِ وقوادِ الجيوشِ في هذهِ الأمورِ مقاماتٌ معروفةٌ صارَ لهم فيها اليدُ البيضاءُ على المسلمينَ.
فانظرْ إلى هذهِ التعاليمِ الإلهيةِ التي هيَ النظامُ الكاملُ الوحيدُ في جميعِ الأزمنةِ والأمكنةِ، واستدلَّ بذلكَ على أنَّ الإسلامَ الحقيقيَّ هوَ الدينُ الحقُّ الذي إليهِ ملجأُ الخليقةِ، وبهِ سعادتُها وسلامتُها من الشرورِ (١)، وأنَّ النقصَ والهبوطَ بتضييعِ تعاليمِ هذا الدينِ الذي أكملَهُ اللهُ، وأتمَّ بهِ النعمةَ على المؤمنينَ.
(١) بعدها في (خ): كلها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute