* ﴿أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ صغيرٍ أو كبيرٍ، ذكرٍ أو أنثَى، بشرطِ أنْ تكونَ الرقبةُ مؤمنةً، كما في الآيةِ المقيدةِ بالإيمانِ (١)، وأنْ تكونَ تلكَ الرقبةُ سليمةً من العيوبِ الضارةِ بالعملِ.
فمتى كفَّرَ بواحدٍ من هذهِ الثلاثةِ انحلَّتْ يمينهُ؛ وهذا من نعمةِ اللهِ على هذهِ الأمَّةِ أنهُ فرَضَ لهم تَحِلَّةَ أيمانِهم، ورفَعَ عنهم الإلزامَ والجناحَ.
* ﴿فَمَنْ لَمْ يَجِدْ﴾ واحدًا من هذهِ الثلاثةِ فعليهِ ﴿فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ﴾ أي: متتابعةً معَ الإمكانِ، كما قُيدَتْ في قراءةِ بعضِ الصحابةِ.
* ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ عن أنْ تحلفوا باللهِ وأنتم كاذبونَ، وعن كثرةِ الأيمانِ، لاسيما عندَ البيعِ والشراءِ، واحفظُوها إذا حلَفْتم عن الحنثِ فيها، إلا إذا كان الحنثُ خيرًا من المضيِّ فيها، كما قالَ تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [البقرة: ٢٢٤] أي: لا تقولُوا: إنَّنا قدْ حلَفْنا على تركِ البرِّ، وتركِ التقوى، وتركِ الإصلاحِ بينَ الناسِ؛ فتجعلُوا أيمانَكم مانعةً لكم من هذهِ الأمورِ التي يحبُّها اللهُ ورسولهُ، بلْ احنَثُوا وكفِّرُوا وافعلُوا ما هوَ خيرٌ وبرٌّ وتقوى.
واحفظُوا أيضًا أيمانَكم إذا حلَفْتم وحنَثْتم بالكفارةِ؛ فإنَّ الكفارةَ بها حفظُ اليمينِ الذي معناهُ تعظيمُ المحلوفِ بهِ، فمَن كان يحلفُ ويحنثُ ولا يكفِّرُ فما حفظَ يمينَهُ، ولا قامَ بتعظيمِ ربهِ.