* ومنها: فضيلةُ العلمِ، وأنَّ الملائكةَ لما تبيَّنَ لهم فضلُ آدمَ بعلمهِ عرفُوا بذلك كمالَهُ، وأنه يستحقُّ الإجلالَ والتوقيرَ.
* ومنها: أنَّ مَنْ منَّ اللهُ عليهِ بالعلمِ عليهِ أنْ يعترفَ بنعمةِ اللهِ عليهِ، وأنْ يقولَ كما قالتِ الملائكةُ والرسلُ: ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة: ٣٢]، وأنْ يتوقَّى التكلمَ بما لا يعلمُ؛ فإنَّ العلمَ أعظمُ المننِ، وشكرُ هذهِ النعمةِ: بالاعترافِ للهِ بها، والثناءِ عليهِ بتعليمِها، وتعليمِ الجهالِ، والوقوفِ على ما عَلِمَهُ العبدُ، والسكوتِ عما لم يعلَمْهُ.
* ومنها: أنَّ اللهَ جعلَ هذهِ القصةَ لنا معتبرًا، وأنَّ الحسدَ والكبرَ والحرصَ من أخطرِ الأخلاقِ على العبدِ، فكِبْرُ إبليسَ وحسدُهُ لآدمَ صيَّرَهُ إلى ما ترَى، وحرصُ آدمَ وزوجهِ حملَهما على تناولِ الشجرةِ، ولولا تداركُ رحمةِ اللهِ لهما لأودَتْ بهما إلى الهلاكِ، ولكنَّ رحمةَ اللهِ تكملُ الناقصَ، وتجبرُ الكسيرَ، وتُنجِي الهالكَ، وترفعُ الساقطَ.
* ومنها: أنهُ ينبغِي للعبدِ إذا وقعَ في ذنبٍ أنْ يبادِرَ إلى التوبةِ والاعترافِ، ويقولَ ما قالَهُ الأبوانِ من قلبٍ خالصٍ، وإنابةٍ صادقةٍ؛ فما قصَّ اللهُ علينا صفةَ توبتِهما إلا لنقتديَ بهما، فنفوز بالسعادةِ، وننجو من الهلكةِ.
وكذلكَ ما أخبَرَنا بما قالَهُ الشيطانُ مِنْ توعدِنا وعزمهِ الأكيدِ على إغوائِنا بكلِّ طريقٍ؛ إلا لنستعدَّ لهذا العدوِّ الذي تظاهرَ بهذهِ العداوةِ البليغةِ المتأصلةِ، واللهُ يحبُّ منا أنْ نقاومَهُ بكلِّ ما نقدرُ عليهِ:
• مِنْ تجنبِ طرقهِ وخطواتهِ وفعلِ الأسبابِ التي يُخشى منها الوقوعُ في شباكهِ.