للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: أنَّ تقوى اللهِ والقيامَ بواجباتِ الإيمانِ من جملةِ الأسبابِ التي تُنالُ بها الدنيا، وكثرةُ الأولادِ والرزقِ، وقوةُ الأبدانِ، وإنْ كان لذلكَ أيضًا أسبابٌ أخرُ. وهيَ (١) السببُ الوحيدُ الذي ليسَ هناكَ سببٌ سواهُ في نيلِ خيرِ الآخرةِ، والسلامةِ من عقابِها.

* ومنها: أنَّ النجاةَ من العقوباتِ العامةِ الدنيويةِ هيَ للمؤمنينَ، وهم الرسلُ وأتباعُهم، وأما العقوباتُ الدنيويةُ العامةُ فإنها تختصُّ بالمجرمينَ، ويتبعُهم توابعُهم من ذريةٍ وحيوانٍ، وإنْ لم يكنْ لها ذنوبٌ؛ لأنَّ الوقائعَ التي أوقعَ اللهُ بأصنافِ المكذبينَ شملَتِ الأطفالَ والبهائمَ.

وأمَّا ما يُذكرُ في بعضِ الإسرائيلياتِ: أنَّ قومَ نوحٍ أو غيرَهم لما أرادَ اللهُ إهلاكَهم أعقمَ الأرحامَ حتى لا يتبعهم في العقوبةِ أطفالُهم؛ فهذا ليسَ لهُ أصلٌ، وهوَ منافٍ للأمرِ المعلومِ، وذلكَ مصداقٌ لقولهِ تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال: ٢٥].


(١) أي: التقوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>