للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ويُفهمُ من الآيةِ الكريمةِ: الفرقُ بينَ الأنبياءِ الصادقينَ، وبينَ مَنْ يدعِي النبوةَ مِنْ الكاذبينَ:

* فإنَّ الأنبياءَ يصدِّقُ بعضُهم بعضًا، ويشهدُ بعضُهم لبعضٍ، ويكونُ كلُّ ما جاؤوا بهِ متفقًا لا يتناقضُ؛ لأنهُ من عندِ اللهِ، محكمٌ منتظمٌ.

* وأمَّا الكَذَبَةُ فإنهم لابدَّ أنْ يتناقضُوا في أخبارِهم وأوامرِهم ونواهِيهم، ويُعلَمُ كذبُهم بمخالفتهِ لما يدعُو إليهِ الأنبياءُ الصادقونَ.

* فلمَّا بيَّنَ تعالى جميعَ ما يجبُ الإيمانُ بهِ عمومًا وخصوصًا، وكانَ القولُ

لا يُغنِي عن العملِ؛ قالَ: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ أي: خاضعونَ لعظمتهِ، منقادونَ لعبادتهِ، بباطنِنا وظاهرِنا، مخلصونَ لهُ بذلكَ؛ فإنَ تقديمَ المعمولِ على العاملِ يدلُّ على الحصرِ.

* فهذهِ الأصولُ المذكورةُ في هذهِ الآيةِ:

* قدْ أمرَ اللهُ بها في كتابهِ في عدةِ آياتٍ من القرآنِ، إجمالًا وتفصيلًا.

* وأثنَى على القائمينَ بها.

* وأخبرَ بما يترتبُ عليها من الخيرِ والثوابِ.

* وأنها تُكملُ العبدَ وترقِّيهِ: في عقائدهِ، وأخلاقهِ، وآدابهِ.

* وتجعلهُ عدلًا معتبرًا في معاملاتهِ.

* وتُوجِبُ لهُ خيرَ الدنيا والآخرةِ.

* ويحيَا بها الحياةَ الطيبةَ في الدارينِ.

* وتجلبُ لهُ السعادتينِ.

* وتدفعُ عنهُ شرورَ الدنيا والآخرةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>