للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* والإيمانُ بما تضمنَهُ الكتابُ والسنةُ أيضًا من الأحكامِ الشرعيةِ: الأمرِ، والنهيِ، وأحكامِ الجزاءِ، وغيرِ ذلكَ.

* ﴿وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ إلخ: فيه الإيمانُ بجميعِ الكتبِ المنزلةِ على جميعِ الأنبياءِ، والإيمانُ بالأنبياءِ عمومًا، وخصوصًا ما نصَّ عليهم منهم في الآيةِ الكريمةِ وغيرِها؛ لشرفِهم، ولكونِهم أَتَوا بالشرائعِ الكبارِ.

فمن براهينِ الإسلامِ ومحاسنهِ وأنهُ دينُ اللهِ الحقُّ: الأمرُ بالإيمانِ بكلِّ كتابٍ أنزلَهُ اللهُ، وكلِّ رسولٍ أرسلَهُ اللهُ مجملًا ومفصلًا؛ فكلُّ مَنْ ادَّعى أنهُ على دينٍ حقٍّ كاليهودِ والنصارى ونحوِهم، فإنهم يتناقضونَ فيؤمنونَ ببعضٍ ويكفرونَ ببعضٍ، فيُبْطِلُ كفرُهم وتكذيبُهم تصديقَهم؛ ولهذا أخبرَ عنهم أنهم: ﴿الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ [النساء: ١٥١]، وأنهُ لا سبيلَ يُسْلَكُ إلى اللهِ إلا سبيلُ الإيمانِ بجميعِ الرسلِ، وبجميعِ الكتبِ المنزلةِ على الرسلِ.

* وفي قولِهِ: ﴿وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ١٣٦]: برهانٌ على أنَّ الأنبياءَ وسائطُ بينَ اللهِ وبينَ خلقهِ في تبليغِ دينهِ، وأنهُ ليسَ لهم من الأمرِ شيءٌ.

* وفي الإخبارِ بأنه: ﴿مِنْ رَبِّهِمْ﴾: بيانٌ أنَّ مِنْ كمالِ ربوبيتهِ لعبادهِ التربية التامة أنهُ أرسلَ إليهم رسلَهُ، وأنزلَ عليهم كتبَهُ؛ ليُعلمُوهم ويُزكُوهم ويُخرجُوهم من الظلماتِ إلى النورِ، وأنهُ لا يليقُ بربوبيتهِ وحكمتِهِ أنْ يتركَهم سُدًى لا يُؤمرَونَ ولا يُنهَونَ، ولا يُثابونَ ولا يُعاقَبونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>