للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* وفي قولِهِ: ﴿قُولُوا﴾: إشارةٌ إلى الإعلانِ بالعقيدةِ، والصدعِ بها، والدعوةِ لها؛ إذْ هيَ أصلُ الدينِ وأساسهُ.

* وفي مثلِ قولِهِ: ﴿آمَنَّا﴾ وما أشبهَها من الآياتِ التي يُضافُ الفعلُ فيها إلى ضميرِ الجمعِ: إشارةٌ إلى أنهُ يجبُ على الأمةِ الاعتصامُ بحبلِ اللهِ جميعًا، والحثُّ على الائتلافِ، والنهيُ عن الافتراقِ، وأنَّ المؤمنينَ كالجسدِ الواحدِ، عليهم السعيُ لمصالحِهم كلِّها جميعًا، والتناصحُ التامُّ.

وفيهِ: دلالةٌ على جوازِ إضافةِ الإنسانِ إلى نفسهِ الإيمانَ على وجهِ التقييدِ، بأنْ يقولَ: «أنا مؤمنٌ باللهِ»، كما يقولُ: «آمنتُ باللهِ»، بلْ هذا الأخيرُ مِنْ أوجبِ الواجباتِ، كما أمرَ اللهُ بهِ أمرًا حتمًا.

بخلافِ قولِ العبدِ: «أنا مؤمنٌ» ونحوه، فإنهُ لا يقالُ إلا مقرونًا بالمشيئةِ؛ لما فيه من تزكيةِ النفسِ؛ لأنَّ الإيمانَ المطلقَ يشملُ القيامَ بالواجباتِ وتركَ المحرماتِ، فهوَ كقولهِ: «أنا متقٍ، أو وَلِيٌّ، أو من أهلِ الجنةِ»، وهذا التفريقُ هوَ مذهبُ محققِي أهلِ السنةِ والجماعةِ.

* فقولُهُ: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ أي: بأنهُ واجبُ الوجودِ، واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ، متصفٌ بكلِّ صفةِ كمالٍ، مُنزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ، مستحقٌ لإفرادهِ بالعبوديةِ كلِّها، وهوَ يتضمنُ الإخلاصَ التامَّ.

* ﴿وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾: يدخلُ فيه: الإيمانُ بألفاظِ الكتابِ والسنةِ ومعانِيهما، كما قالَ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [النساء: ١١٣]، ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: ٤٤]؛ فيدخلُ في هذا:

* الإيمانُ بما تضمنَهُ كتابُ اللهِ وسنةُ رسولهِ: من أسماءِ اللهِ وصفاتهِ وأفعالهِ، وصفاتِ رسلهِ، واليومِ الآخرِ، والغيوبِ كلِّها.

<<  <  ج: ص:  >  >>