٢ - ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٦)﴾ [البقرة: ١٣٦].
* هذهِ الآيةُ الكريمةُ لها شأنٌ كبيرٌ؛ كانَ ﵊ يقرؤها كثيرًا في الركعةِ الأولى من سنةِ الصبحِ.
* وقد اشتملَتْ على جميعِ ما يجبُ الإيمانُ بهِ؛ فإنَّ الإيمانَ الشرعيَّ: هوَ تصديقُ القلبِ التامُّ وإقرارُهُ بهذهِ الأصولِ، المتضمنُ لأعمالِ الجوارحِ ولأعمالِ القلوبِ. وهوَ بهذا الاعتبارِ يدخلُ فيه الإسلامُ، وتدخلُ فيه الأعمالُ الصالحةُ كلُّها؛ فهيَ إيمانٌ، وهيَ من آثارِ الإيمانِ.
* فإذا أُطلِقَ الإيمانُ دخلَ فيه ما ذُكِرَ.
* وكذلكَ إذا أُطلِقَ الإسلامُ فإنهُ يدخلُ فيه الإيمانُ.
* فإذا قُرِنَ بينَ الإسلامِ والإيمانِ فُسِّرَ الإيمانُ: بما في القلبِ من العقائدِ الصحيحةِ والإراداتِ الصالحةِ، وفُسِّرَ الإسلامُ: بالأعمالِ الظاهرةِ.
* وكذلكَ إذا جُمِعَ بينَ الإيمانِ والعملِ الصالحِ، الإيمانُ: لما في الباطنِ، والعملُ الصالحُ: هوَ الظاهرُ.
* ومعَ إطلاقِ الإيمانِ يدخلُ فيه العملُ الصالحُ، كما في كثيرٍ من الآياتِ.
* فقولُهُ تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ إلخ: أي: قولُوا ذلكَ بألسنتِكم متواطئةً عليها قلوبكُم، وهذا هوَ القولُ التامُّ الذي يترتبُ عليهِ الثوابُ والجزاءُ؛ فكما أنَّ النطقَ باللسانِ بدونِ اعتقادِ القلبِ ليسَ بإيمانٍ، بلْ هوَ نفاقٌ، فكذلكَ القولُ الخالي من عملِ القلبِ عديمُ التأثيرِ، قليلُ الفائدةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute