• وتوحيد الأسماءِ والصفاتِ: بأنْ يُثبَتَ للهِ صفاتُ الكمالِ كلُّها التي أثبتَها لنفسهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ ﷺ؛ وقدْ دلَّ على ذلكَ إثباتُ الحمدِ للهِ؛ فإنَ الأسماءَ الحسنى والصفاتِ العليا وأحكامَها كلَّها محامدُ ومدائحُ للهِ تعالى.
* وتضمنَتْ إثباتَ الرسالةِ في قولهِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾؛ لأنهُ الطريقُ الذي عليهِ النبيُّ ﷺ، وذلكَ فرعٌ عن الإيمانِ بنبوتهِ ورسالتهِ.
* وتضمنَتْ إثباتَ الجزاءِ، وأنهُ بالعدلِ، وذلكَ مأخوذٌ من قولهِ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
* وتضمنَتْ إثباتَ مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ في القَدَرِ، وأنَ جميعَ الأشياءِ بقضاءِ اللهِ وقدرهِ، وأنَ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، ليسَ مجبورًا على أفعالهِ، وهذا يُفهَمُ من قولهِ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ فلولا أنَّ مشيئةَ العبدِ مضطرُّ فيها إلى إعانةِ ربهِ وتوفيقهِ لم يسألِ الاستعانةَ.
* وتضمنَتْ أصلَ الخيرِ ومادتَهُ، وهوَ الإخلاصُ الكاملُ للهِ في قولِ العبدِ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
* ولما كانت هذهِ السورةُ بهذهِ العظمةِ والجلالةِ أوجبَها الشارعُ على المكلفينَ في كلِّ ركعةٍ من صلاتِهم فرضًا ونفلًا.
* وفيها تعليمٌ مِنْ اللهِ لعبادهِ كيفَ يحمدونَهُ ويثنونَ عليهِ، ويمجدونَهُ بمحامدِهِ، ثم يسألونَ ربَّهم جميعَ مطالبِهم.
* ففيها دليلٌ على افتقارِهم إلى ربِّهم في الأمرينِ:
* مفتقرينَ إليهِ في أنْ يملأَ قلوبَهم من محبتهِ ومعرفتهِ.
* ومفتقرينِ إليهِ في أنْ يقومَ بمصالِحهم ويوفقَهم لخدمتهِ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute